الدعوة إلى الله حب .. رسالة أخت سورية

كتبها : نـارا في الجمعة، ٤ ديسمبر ٢٠٠٩ | 28 التعليقات


سلام من الله يغشاكم ...


سمعتُم جميعاً عن سلسلة الدعوة إلى الله حب ..

ونسبة منكم كبيرة قرأها ... نعم بالفعل أحببناها ..

وأنا شخصياً ارتبط بها ارتباط جعلنى أقرأها كثيراً


وأتركها وأعاود قرأتها مرة أخرى ...

أعاودها كلما جف القلب من تلك المعانى الراقية ...

أو كلما قسى ..

أعاودها كلما اشتقتُ لمن لا تراهم عينى !

أعاودها كلما أردت دفعة قوية للعمل لدعوة الله ..

أعاودها

كلما أردت أن أتنفس الصدق .. الأخلاص .. الثبات و الحب فى الله ..


أعاودها

كلما شعرت أن أحلامى وطموحاتى رافقت المغيب ..


أقرأها ..

بقلبى لأنى أشعرها خرجت من القلب ..

لن يطول حديثى

سأترك المجال لرسالة بعثتها أخت سورية ..

كتبت كل ما تمنيت البوح به

لكنها صاغت المعانى فى أرق وأصدق وأخلص وأقوى الكلمات ...

قرأتها أكثر من مرة

لكننى بالأمس لم أقرأها .. بل قلبى الذى قرأها ..

تلك الأخت التى أعتقد أنها الان فى الأربعين من عمرها

أتمنى على الله أن يرزقنى لقائها ..

لأخبرها أننى أحبها ...

وأننى وجدتُ نفسى بين حروف رسالتها ...

فجزاها الله عنى خير الجزاء

وجزاه هو رجل القلوب الحاج عباس السيسى رحمه الله ..

خيراً كثيرا ...



الرسالة ...


إنني يا والدى فتاة لا يتجاوز عمرها الثامنة عشرة , فرّت هاربة مع أهلها

من الوطن الحبيب سوريا أمام طغيان أسد الجارف منذ أحداث عام 1967

طموحة أنا متأملة أن تناطح آمالي أعنان السماء ولكن أملى هو الله وطموحى هي الآخرة

وأمنية أمانىّ الشهادة في سبيل الله تلك التي أتمناها في كل صباح وأصيل

مع مطلع الشمس وغروبها ولكني رغم ذلك لا أجد نفسى أهلاً لها

ولا ما أديته لربي أستحق أن يتوج جبيني بهذا الإكليل الخالد ..

لقد نويت أن أكتب هذه الكلمات بعد قرآءتي لرسالتك التي وجهتها إلى الشباب المسلم

بعنوان " الدعوة إلى الله حب " بجزئيه... فوصلتني رسالتك التي كنت أنتظرها

وحركت في نفسي مشاعر قد كانت كامنة

وهيجت في نفسي ثورة أحاول جاهدة منعها من الهيجان..

لأنى لا أجنى من وراء ثورتها وزلزلتها سوى دموعا سخية لا تضن لها مقلتاى على آمال وهمية

وأحلام خيالية تراود ذهنى المتفتح على عالم مليء بالوحوش .. وهو أشبه الآن بغابة كبيرة

القوي فيها يأكلُ الضعيف ... والضعيف يركن وينطوى ويستظل بظل القوى ..

أبي الغالى : ما قدمت لرسالتى الأولى التي أخطها في حياتي لمن أشعر نحوه بعاطفة الأبوة

بمزيج من الحب في الله ... والذي ألتمس من ورائه تمهيداً لطريق الجهاد

وقوة على طريق الدعوة وزاداً أتقوى به في تكملة المسير أثناء رحلتي إلى الله تعالى ..

والدى : أرجو من الله تعالى ألا تعدُ عيناك عن رسالتي لأنني فتاة

فما أنا بالتى جعلت نفسها أنثى .. بل الله تعالى هو الذي أراد ذلك

ولكن منْ حولي لا يزال يظهر فضل الذكر على الأنثى

ولولا تذكيري لنفسي دوما بوجوب الخضوع والاستسلام لأمر الله ..

أبى .. أنا لا أريد أن أتكلم بهذا الصدد في رسالتي هذه .. وإنما يشغلني حقيقة ويعلق ببالى

دَوْماً هو الحال التي آل إليها إخوانى المسلمون في عصرنا الحاضر

فأراضي المسلمين تُغتصب وإخواني المضطهدون في سجون العالم يستغيثون بالأحرار منا

ذوي الشهامة والمروءة ذوي العقيدة والحمية ولكنهم للأسف لا يسمعون صدى كلماتهم

تتردد في جنبات السجون ...


أختي الكريمة

لقد استقبلت رسالتك بشعور خاص وعاطفة جياشة لقد استقبلت رسالتك بقوة شعورك النبيل

الذي تأثرت به كثيرا وشحنت به قلبى وتألقت به روحى

قرأت كلماتك التي دلتنى عليك وعرفتني بكِ من قريب بقلمك وروحك ومشاعرك

قلما يستطيع ذلك إلا قليل من الإخوة والأخوات فإن الكتابة قدرة والتعبير موهبة والعاطفة روح

وكل هذا من فضل الله تعالى

فإذا كان عمرك المبارك في الحدود التي ذكرت فهو أمر يزيد في نفسي من قدر شعورك

وشخصك الكريم ..


لقد قرأت سطور رسالتك وكأني معك في شعورك وتصوراتك

بل كذلك آمالك وطموحاتك في رضاء الله والشهادة في سبيله


وأسأل الله تعالى أن يحقق لك تلك الآمال وأن يتوج جبينك بإكليل الشهادة ...


وتأثرت كثيرا لقولك

( أرجو من الله ألا تعدُ عيناك عن رسالتي لأنني فتاة فما أنا بالتي جعلت نفسها أنثى

بل الله تعالى أراد لي ذلك ) ....


رجاء أن تباعدي بينك وبين هذا الشعور .. فإن هذا الدين قد وضع لنا شريعة

تحدد منهجا للحياة الإنسانية

ورسم لنا طريق التعامل في هذه الدنيا تجعل بين الذكر والأنثى درجة تهبط وترتفع

بعوامل وظروف الحياة

( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم )

ولكننا للأسف الشديد قد تجاوزناها بل فهمنا غير ما قصدت إليه وانحرفنا إلى عادات وتقاليد

نقلناها عن غير المسلمين بل عن أعداء ثم أقول لك :

إن الدعوة إلى الله تعالى تحتاج إلى أمثالك ممن وهبهم الله الفهم الدقيق

والحماسة المرتبطة بمنهج واضح وخطوات مرسومة وأن المحيط الذي تعملين فيه

هو محيط خصب لا تنقطع موارده

وأسلوب العمل في هذا المحيط في حاجة إلى عاطفتك الريانة ومشاعرك الحية النابضة بالإيمان

فإن الكلمة الطيبة لا تفنى والحركة معها لا تتوقف

بل تظل تشق طريقها وتنتقل من مكان إلى آخر تؤثر وتبني وتشيد

وتؤتي أكلها ولو بعد حين ..


" لو أن القيامة قد قامت وكانت في يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرسها

فليغرسها فإن له بها أجرا" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ...